الأحد، 20 نوفمبر 2011

عندما تصبح الفكره هي الفن


الفن المفاهيمي (Conceptual art)
عندما تصبح الفكره هي الفن

ظهور الفن المفاهيمي :
لقد تأثر الفن المفاهيمي بالدادائية التي ظهرت في بداية القرن العشرين المعبيره عن التمرد والتحرر من القيود والتقاليد.فظهر فن المفهوم نتيجة الاختزال الذي مارسه كل من رواد الفن ألاعتدالي وذلك لتتخطى الاعمال الفنية اللوحة والرسم (التصوير).فقد ظهرت النماذج الاولى لهذا الفن سنه (1965-1966م) وكانت أعمال فنية لا وظيفة أو رسالة لها سوى تحديد نفسها في مجال التصوير.
وقد تمثل الفن المفاهيمي للمرة الاولى في معرض أطلق عليه اسم مفهوم ((conception عام (1969م) في متحف ليفر كوسن في المانيا. قد تبعه معرض كولونيا في عام( 1974 ) ثم في بلجيكا عام( 1980 ).وبذلك انتشر هذا الفن في العديد من عواصم العالم في الستينات والسبعينات الميلادية.
هدف الفن المفاهيمي:
أعلن "جوزف كوزوث "أن جميع الأعمال الفنية بعد مارسيل ديوشان هي أعمال مفاهيمية بطبيعتها لأن الفن خلق مفاهيمية.
فكان التخلي عن المفاهيم التقليدية وتخطي الفن من اجل رؤية جديدة للواقع و التوجه نحو العمل بمادة العالم بشكل مباشر.وهذا النوع من الفن حدسي يتضمن كل العمليات الفكرية وليس له هدف, ويتحرر من المهارة الحرفية للفنان حيث تصبح الفكرة هي الهدف الحقيقي للفن بدلا من العمل الفني و الاثر الفني .
لقد حاولت هذه الحركة تخطي الفن من اجل رؤية جديدة للواقع .فالواقع هنا هو المجال الاساسي لأدراك الجمالي ادراكا فنيا جديدا ومدلول (الفن المفاهيمي) هو التبدل الكلي في العلاقات التقليدية في العمل الفني بين الفكرة و التعبير. وعلى العمل أن يصدر مشكلة عقلية بصرف النظر عن القيم الصادرة منه.حيث يتشكل العمل الفني بواقع أسئلة تفترض تأثيرها في زمن العرض ومدة الاعداد له.حيث تتضافر التقنية والفضاء الملائم لإخراج هذا العمل .
وأن فناني هذه الحركة يعملون بواسطة عدد قليل من المفاهيم ويستهلك عبرها وبشكل منظم كل الاحتمالات. وأن المفهوم الذي يوجه ويدير العمل الفني يعتبر أسمى وأعلى من الانجاز بل أن الأشياء والأجسام التي تستعمل في التحية تكون بسيطة وصغيرة بشكل لا يتداخل مع السياق العمل.
ويؤكد سلويت " Sollewitt"  بأن المفهوم هو الجانب الأكثر أهمية في العمل الفني ويضيف بأن الفنان مفكر ومبدع أكثر منه حرفي وأن أشخاص آخرين يستطيعون تحقيق المشروع أن المفهوم يجتاز تجربة الواقع ويقع بين تجربته لهذا الواقع وهما الشكل والسوق . ومن أنماط ألفن ألمفاهيمي من النوع الذي يدمج الفن بالحياة بشكل مباشر ودون وسائل اتصال.
وأهتم الفنان المفاهيمي بمجال واسع من المعلومات والموضوعات والاهتمامات التي لا يمكن جمعها في شيء واحد بسهوله ولكن يمكن توجيهها بصورة أفضل عن طريق المقترحات المكتوبة والصور الفتوغرافية والوثائق والخرائط والرسوم البيانية والفديو وأجسام الفنانين أنفسهم واستخراج اللغة نفسها .ويكون الفراغ والعلاقات المساحة احيانا هي المادة الاساسية في الموضوع. فتحول الفن شيء مجمد ماديا اى مجرد وسيلة استعلام وذكرى.

من أبرز ممثلي "الاتجاه ألمفاهيمي" بويز – وثاومانوروث – ولونغ – وكوزت- وفوستل .
وقد كان تطور الفن المفاهيمي في الستينات موازيا مع الفن البيئي والحدث والاداء والفن الشعبي ,حيث كان غالبا ما يعبر عن نفسة في شكل بيئي.

مفهوم الفن المفاهيمي :
*        أراد الفن المفاهيمي أن يلفت الانتباه نحو عالمنا اليوم وما يشهده من تفكك واسع النطاق في البنى الايديولوجية والمؤسسات التقليديه والفنون البصرية وذلك على اعتبار أن المفاهيميه انتقاديه تنازعيه حيوية في تعاملها مع المؤسسات الجمالية في الانتاج الفني. ترسخ أن الفن يقوم أساسا على ترجمة الفنان فكرته باستخدام أي وسيط يراه مناسبا للتعبير .
*        كان الفن المفاهيمي يتحرر من القيود الاجتماعية والثقافية ولكن بمنطلقات فكرية خاصة . وبدأ الفنان يتمتع بفضاء واسع من الحرية جراء التعبير بأشكال ومواد يبتكرها لنفسه.وذلك باختصار المسافة بين الفن والحياة, بمعنى التوجه نحو العمل بمادة العالم بشكل مباشر بدلا من الخيال .
*        هذا النوع من الفن حدسي يتضمن كل العمليات الفكرية وليس له هدف غير أن يتحرر من المهارة الحرفية للفنان حيث تصبح الفكرة هي الهدف الحقيقي للفن بدلا من اتجاهات الفن الأخرى.
*        الفكره او المفهوم في الفن المفاهيمي هو اهم جانب من جوانب العمل , عندما يستخدم الفنان هذا النوع من الفنون فإن كل التخطيط والقرارات تتخذ من قبل وتنفيذ العمل ما هو إلا قضيه روتينه .
*        ويفيدنا هذا  النوع من الفن بكونه أكثر إنسانية وله وظيفة اجتماعية وتعليمية، لأنه يعطي المشاهد المعلومات، وتختلف عن طبيعة الفن البصري المورفولوجي الذي يقدم شيئا جميلأ أو قبيحا بصريا. الفن كما يقول "جوزيف كوزوث" غير موجود في الأشياء ثانوية، أما الفن فهو موجود في مفهوم الفنان عن العمل الفني. أي يجب طرح القضية الفنية التشكيلية مثلما تطرح قضايا فكرية، اجتماعية، علمية أو أية قضايا إبداعية أخرى.
*        وهو لا يحتوي على أي تأثير أو وجدان أو فردية أو أي شيء آخر وميزته كما وصفها "سلويت" أنه عملية حديثة وبذلك يمثل العمل ألمفاهيمي مر حلة من النشاط العقلي بين الفكرة النتاج النهائي وهي المرحلة التي تشكل الجزء الهام في عملية .
*         الاتجاه ألمفاهيمي يستخدم فيه الفنان الوسائط المادية بمفهوم لامادي لتحقيق أفكاره الفنية حيث يعتبر الفكرة هي أساس العمل .

مميزات الفن المفاهيمي:
  • ·         الفن المفاهيمي هو حالة تحويل فكرة ما وجعلها ملموسة .
  • ·         الفن المفاهيمي حدسي وليس نظريا.
  • ·         الفن المفهومي خروج عن الفن.
  • ·         التركيز على الفكر الخالص ,بينما تقف العاطفة للتعبير على الجانب الاخر.
  • ·         أنه يمثل مرحلة من النشاط ما بين الفكرة والنتاج النهائي.
  • ·         الفن المفاهيمي أسئلة عن طبيعة ما يفهم من الفن, لان الفن وجد بالطبيعة كـمفهوم.
  • ·         الفن مجال لتأمل العقلاني النقدي.
  • ·         يعتبر أعادة تعريف للفن  بجوهره لا وظائفه ولا نفعية وهو مجرد من الغايات .
  • ·         الفن المفهومي أعاد الاعتبار للمضمون.
  • ·         الفن المفاهيمي همش الشكل .
  • ·         الواقع بالنسبة للفن المفاهيمي هو المجال الاساسي لأي مقابلة جمالية.
  • ·         أن الفن المفاهيمي يصبح احيانا فيزيقيا (ماديا)تماما.
  • ·         كان الفن المفاهيمي يعتمد احيانا المحاكاة الساخرة.

فناني الفن المفاهيمي:
في عام 1979 أعلن جوزيف كوزوث عملأ بعنوان "غرفة المعلومات" وهو عبارة عن أثنتين من الطاولات الكبيرة، موضوع عليها مجموعة كبيرة من الكتب، أغلبها بحوث في العلم واللغة والفلسفة ومن بينها بحوث ودراسات نقدية وفلسفية لجوزف كوزوث نفسه، وهناك عدد من الكراسي تدعو المشاهد للجلوس والقراءة. فالعمل الفني هنا غير موجود في طريقة وضع أو ترتيب الكتب والطاولات والكراسي، أي خارجة عن التناسق المورفولوجي أو الشكلي سواء الارتجالي أو المنظم للأشياء... ولكن العمل الفني موجود في فكرة العمل والتي هي "القراءة" ووضع هذه الفكره، أي عملية القراءة في سياق الفن البصري، أي تحويل الفن البصري إلى فن ثقافي فلسفي وجودي علمي، وهذه الطبيعة المفاهيمية.







هناك فنان أخر وهو"برنار ونت " يؤكد أيضا أن العمل الفني هو تقديم معلومات، ويقدم من خلال معارضه الفنية كتبآ وبحوثأ علمية وفلسفية، إضافة إلى هذا يدعو علماء الفيزياء وعلماء اللغة والرياضيات وغيرهم لتقديم ندوات ومحاضرات عن آخر ما وصلوا إليه في تجاربهم العلميه، وهذه الندوات تقدم كعمل فني مفاهيمي.
الفن ألمفاهيمي هو فن الأنماط الفكرية متضمنا أي وسائل يراها الفنان مناسبة:
 ونرى ذلك لدى عمل الفنان "جوزيف كوسوت" بعنوان "واحد وثلاث مقاعد"وهو عبارة عن كرسي حقيقي وصورته الفوتغرافية .والتحديد اللغوي لكلمة كرسي .بهدف تمثيل الشيئ .ولما كان الشيئ الحسي يعتبر بديهيا .فان ما يهمنا فيه هو ادراكه وفهمه .والكلام عنه يأخذ مكان الفن عندما يعبر عن بعده الجمالي بحرية حيث توجد شخصية الشيء المستخدم في الصورة بين هذه الثلاثة, هل هي في الشيء نفسة ,أم فيما يمثله أم في الوصف الكتابي أو الشفوي,وأذا كان من الممكن اكتشاف هذه الشخصية في الاشياء الثلاثة.










ونرى ذلك عند "دانيل بورين"  بعنوان"على مستوى لونين"حيث يمر خط ذو شرائط لونية راسية عند مستوى الارض عبر الفراغ المتاح في قاعدتين عرض مفتوحتين فيما بينهما.









وينتقل التركيز من الشيء الى الفكره بأسلوب مختلف في عمل "جون بورفسكي"بعنوان (الرجل الطارق على 2772489)وهو عمل نحتي .ونجد البناء مهلهل عن قصد وإلى الزوال ,وأنتجه الفنان ليناسب فراغ معين ومناسبة معينة.








أن عند "روبرت موريس: العمل الفني هو التجربة الواضحة والتي فيما بعد تؤدي إلي الفكرة الواضحة .
فالإدراك الحسي مركب تركيبا عاليا بحيث يفسح المجال للافتراض بأن لنا علاقة ذات معنى وهدفا مع العالم ، وجذور هذه المعاني والأهداف للعالم تقع وراء نطاق الوعي، تقع بين حدود القوة الثقافية المتشكلة والشعور الحسي المعتق الذي يظهر في مرحلة "قبل كلامي" ، والزمن له اتجاه وله الإفضاء نحس بالأشياء القريبة والبعيدة ، لدينا إدراك جوهري متعلق بصميم إحساسنا عن الثقل والتوازن عن الأسفل والأعلى ، عن الحركة والثبات ، الإحساس العام اللامحدود لسلوك أجسادنا له علاقة بهذا الإدراك العام الفن.

وهناك ظاهرتان مترابطتان للعمل الإدراكي المثالي وهما :
1.     وجود ارتباط لغوي دقيق يمكن وصفه وممارسته في صفاته ،



2.     أنه يمكن تكراره بطريقة لا نهائية .
نم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق